فاز صاحب بطاقة يانصيب بيعت في أيرلندا يوم الثلاثاء بمبلغ 175 مليون يورو (152 مليون جنيه استرليني) خلال
سحبة جوائز يانصيب "يورو مليونز".
وهو أكبر مبلغ يحصل عليه شخص في اليانصيب في تاريخ أيرلندا.ولم يعرف بعد مكان شراء هذه البطاقة.
وقالت ميريام دونوه المتحدثة باسم اليانصيب الوطني لبي بي سي في أيرلندا الشمالية إن المنظمة لن تستطيع الكشف عن مكان المتجر ،الذي بيعت فيه البطاقة، لعدة أيام.
وأضافت "إنه فوز كبير، وقد يشكل صدمة لصاحب البطاقة".
وقالت "إنه الفوز الرابع عشر لجوائز اليانصيب في أيرلندا وحدها"، مضيفة إن أكبر فائز أيرلندي بالجائزة في السابق كانت دولوريس ماكنمارا ،من مدينة ليمريك، وحازت على 115 مليون يورو عام 2005.
وفي شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، فاز زوجان من أيرلندا الشمالية بجائزة اليانصيب الأوروبية وحصلا على مبلغ 115 مليون جنيه استرليني.
وفازت بطاقات فرانسيس وباتريك كونولوي، من كاونتي داون، في السحب الذي جرى في أول يوم من العام الجديد.
وكان ذلك رابع أكبر فوز بالجائزة في المملكة المتحدة والأكبر على الإطلاق في أيرلندا الشمالية.
وقال ديرموت غريفين رئيس مجلس إدارة اليانصيب الوطني "إنه فوز مدهش للاعب أيرلندي في يانصيب (يورو مليونز)، وقياسي لجوائز مسابقة اليانصيب الوطني"، مضيفاً "نشعر بالسعادة البالغة".
وأضاف "ننصح لاعبينا بفحص بطاقاتهم، وإذا كانوا من الفائزين، عليهم التوقيع على الجزء الخلفي للبطاقة، وحفظها في مكان آمن، والاتصال بالمقر الرئيسي لليانصيب الوطني، وسنقوم بإرشادهم من خلال إجراءات إعلان الفوز".
مدونة بي بي سي عربي طلبت من شباب
وشابات أن يكتبوا عن علاقات حب عن بعد مروا بها؛ ليث (اسم مستعار، 23 عاما)
شاب مثلي من الأردن كتب عن علاقتين عاطفيتين عاشهما عن بعد. انتهت كلاهما.
لم أعد أذكر كم مرة سألني أصدقائي خلال السنة الماضية "لم لا تقع في
غرام أحد يسكن في مدينتك؟"، وكنت خارجا للتو من علاقة حب عن بعد، كانت
الأولى لكنها لم تكن الأخيرة.عشت علاقتَي حب، لم أكن في كليهما - أنا والشخص الآخر - نسكن في البلد ذاته، رغم إصراري في المرتين على عدم الإقدام على ذلك. الأولى كانت مع شاب من مدينتي أعرفه منذ مراهقتي، لكنه انتقل للعيش في دولة أوروبيّة؛ والثانية مع شاب أجنبيّ عرفته لمدّة شهرٍ وبعدها اتّخذنا قرارنا. استمرّت الأولى سنة واحدة، أما الثانية فلم تتجاوز الثلاثة أشهر.
تشابهت العلاقتان سطحيا؛ أعمارنا متقاربة، والبيئات التي ننتمي لها متشابهة، وكان كلاهما يعيش في دولٍ تفرض عليّ الحصول على تأشيرة سفر معقّدة تتساوى فرص رفضها وقبولها. لكن حيثيّات العلاقتيْن اختلفت تمامًا بسبب الشريك في العلاقة وبسبب مدتها، وحتى بسبب التغيّرات التي مررتُ بها خلال العلاقتيْن وبينهما.
عندما يسألني أحدهم السؤالَ المشؤوم إياه أتفادى إجابته، وأقول: "لأنّني أحب تجميع تأشيرات سفر مختلفة على جواز سفري الأردني"، أو "لأنّني أكره نفسي".
بدأ أصدقائي طرح هذا التساؤل بعد أن عاشوا معي تفاصيل العلاقة الأولى، ظانّين أن المنطق قد يفرض عليّ عدم تكرارها، حتى أنّ بعضهم قرّر تفادي هذا النوع من العلاقات البعيدة بسبب ما مررت به. لكن إن أردتُ مصارحتهم، ومصارحة نفسي أيضا، فلا يمكنني الادّعاء أن المسافة البعيدة كانت السبب وراء إنهاء علاقتي الأولى. أظن أنّي وصاحبي السابق نتّفق على هذه الحقيقة، وإن لم نتّفق على أشياء كثيرة تخصّ علاقتنا.
بينما كان في زيارة لمدينتنا عام 2017، عائدًا من دراسته في الخارج، التقينا، وكنت قد تعرّفت عليه أول مرة عام 2013 في معهد تعليم لغة إنكليزية، وجمعتنا صداقة سطحيّة استمرت حتى بعدما انتقلتُ بدوري للدراسة خارج البلد، ثم اعترف كلّ منا بمشاعره تجاه الآخر عندما رجعت إلى مدينتي بعد سنة.
بعد فترة اقتربنا من بعض أكثر شيئًا فشيئا، وبدأنا المواعدة على قدر ما سمحت لنا مدينتنا التي لا تترك مجالًا واسعًا للعلاقات المثليّة. لكنّنا اقتربنا.
سافر.
أقسمنا أنّنا لن نخوض تجربة العلاقة بين بلدين، ثم تراجعنا عن قَسمنا.
طوال سنة، زرته حيث يسكن، وكان هو يزورني في مدينتنا. سبقت كلّ زيارة لي للبلد الذي يعيش فيه فترة من التوتّر بسبب جمع الأوراق اللازمة للتقدم بطلب التأشيرة وانتظار القرار.
كنّا نتحدّث كلّ يوم، عبر رسائل نصّية وصوتيّة خلال اليوم، وعبر الفيديو في المساء. إن انشغل أحدنا يومًا، يحرص على إرسال رسالة صوتيّة كالعادة، "تصبح على خير حبيبي".
في البداية لم نواجه أي مشاكل. كاد الاشتياق أن يهزمنا أكثر من مرّة عندما زادت ضغوطات الدراسة والعمل على أحدنا، لكننا كنا نتعامل مع هذا الشعور معًا، ومع أنّ المقولة مبتذلة لكن فعلا جمعتنا تلك التجربة وزادت من قوّة علاقتنا. كنّا محظوظين، لأن طلب حصولي على تأشيرة سفر لم يرفض خلال علاقتنا، ولأن أهله ما زالوا يعيشون في مدينتنا، ما يعني أنّه كان يزورني عندما يزورهم، دون أن يبوح لهم بسرّ ميوله، أو بأي شيء عن علاقتنا.
سافرنا معًا، ومع أصدقائنا. شعرنا بارتياح عارم خلال سفرنا، لأنّ علاقتنا لم تكن سرًا في الخارج.
بعد فترة، بدأت مرحلة التجارب التي لم تجمعنا معا؛ بدأ كل منا يتصور شكل علاقة تختلف عن تصوّر الآخر، ويبتعد. لم نتقن التعامل مع هذه التغيّرات، ولم نكتشف إلّا لاحقًا أن مشكلتنا كانت جذريّة. انفصلنا، ثمّ عدنا، ثمّ انفصلنا مرّة أخرى، وتقبّلنا أخيرًا حتميّة الانفصال النهائي بعد أشهر.
المسافة لم تنه العلاقة، لكنّها لعبت دورًا مصيريًّا بالمماطلة في إنهائها، لأن الانفصال عن بعد يجعل التصالح مع الانفصال مستحيلًا.
غاب الحظّ عن علاقتي الثانية. لن أطيل الحديث عنها لأنها لم تكون طويلة.
التقينا صيف 2018 في دولة ثالثة، تبعد عن بلدينا. انسجمنا وأمضينا عشرة أيّامٍ كاملة معًا، ثم عاد كلّ منا إلى بلده وكرّرنا تمثيليّة رفض العلاقة عن بعد، قبل بدء العلاقة عن بعد.
زارني بعد شهرين، وعشنا علاقة سريّة وفقا لما تسمح به مدينتي، التي كان سيمضي بها شهرًا في الصيف للدراسة.
توصّلنا إلى استنتاج بديهيّ، ومؤلم رغم ذلك، أن انحصار علاقتنا في مدينتي، ورؤية بعضنا لمدّة شهرٍ واحد من السنة، أي الاشتياق لبعض طوال الأحد عشر شهرا المتبقيين، يخرج عن المنطق. وجدنا أن الانسجام لا يكفي في العلاقة، وفعلنا ما لم نستطع أنا وصاحبي الأوّل فعله: انفصلنا عندما حان وقت الانفصال.