martedì 15 gennaio 2019

تعقد العديد من المهرجانات في الإمارات التي تركز على تراثها البدوي

مما لاشك فيه أن لإيران تأثيراً لغوياً ومعمارياً وفنياً وإقتصادياً واضحاً في دولة الامارات.
فزيارة إلى أي متحف محلي في الإمارات يظهر بوضوح كيف كانت البلاد تبدو قبل اكتشاف النفط. وحتى ستينيات القرن الماضي، كان العديد من سكان دبي ما يزالون يعيشون في بيوت مشيدة من صخور الشعب المرجانية مثلهم مثل نظرائهم على الضفة الثانية من الخليج في ايران.
وفي الفترة الممتدة بين أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، شيد المهاجرون الإيرانيون أفخم المساكن في دبي وأدخلوا فيها خصائص وسمات معمارية فارسية واضحة، وعلى وجه الخصوص أنظمة التهوية العمودية.
المنطقة التي شيدت فيها هذه الدور، والتي كانت تعرف بالبستكية، تعرف اليوم بالفهيدي وتحتوي على مركز سياحي مهم في دبي.
يتم تصوير هذه السمات المعمارية المميزة غالبا للزائرين على انها جزء من تراث إماراتي حضاري دون أي ذكر للإسهامات غير العربية فيها.
يذكر أن للإيرانيين حضوراً متميزاً في المشهد الفني في دولة الإمارات، إذ تزخر الدولة بالعديد من المعارض الفنية العامرة المتأثرة بأحدث التطورات في الوسط الفني الإيراني المحلي.
ورغم التنافس الجيوسياسي في المنطقة، لا يسمح للفنانين الإيرانيين بالتعبير عن أي آراء معارضة لسياسات طهران من شأنها أن تؤثر سلبا في المصالح الاقتصادية المشتركة بين إيران ودولة الإمارات.
وفي أعقاب الاضطرابات التي شهدتها إيران في عام 2009، عمدت السلطات الإماراتية إلى حظر أي عمل فني إيراني ترى أنه حساس من الناحية السياسية.
كما ويعد الثقل الاقتصادي الذي تتمتع به الجالية الإيرانية المقيمة في الإمارات ذو أهمية كبيرة. ففي عام 2014، قدر مسؤولون إيرانيون الاستثمارات الايرانية في الخارج بنحو 700 مليار دولار أمريكي، منها 200 مليار في دولة الامارات.
وفي عام 2016، كانت الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي لإيران وأكبر الدول المستوردة للمنتجات الإيرانية - وهو نشاط عاد على دولة الإمارات بحوالي 23.7 مليار دولار. وفي العام نفسه، كانت أكثر من 62 بالمئة من واردات دول مجلس التعاون الخليجي من ايران من نصيب دولة الإمارات.
ولكن الإيرانيين المقيمين في دولة الإمارات، ونتيجة للعقوبات الأمريكية والتوترات بين السعودية وإيران، يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على حقوق الإقامة وتجديدها وفتح حسابات مصرفية.
وبدأ المستثمرون الإيرانيون بالبحث عن أماكن أخرى في المنطقة لاستثمار أموالهم، رغم أن الحكومة الإيرانية كانت تعتمد لعقود عديدة على دبي بوصفها مركزاً مهما لتجاوز العقوبات الأمريكية، إذ كانت المنتجات الأمريكية يعاد تصديرها إلى إيران من خلال دبي، كما كانت الشركات التجارية التي تعد واجهات لشركات تسيطر عليها الدولة الإيرانية تجد لها ملاذا آمنا في دولة الإمارات.
عبر بعض الإماراتيين عن اعتراضهم علنا على الرواية الرسمية ذات اللون الواحد لتراثهم. فقد حللت رنا المطوع، طالبة الدكتوراة في جامعة اوكسفورد، كيفية تصوير تاريخ الإمارات على أنه بدوي صرف بشكل عام دون الاكتراث بالمكونات غير العربية لهذا التاريخ.
وجاء في مقالها: "بينما تروج الدول الخليجية (العربية) لخطاب يركز على التجانس من أجل خلق (مجتمع متخيّل) ينصهر في بوتقته جميع السكان، تروج في الوقت ذاته لمفهوم ضيق ومتزمت للهوية يستثني جزءاً كبيراً من تكوين الدولة الاجتماعي والعرقي والتاريخي".
أما سلطان سعود القاسمي، وهو مثقف إصلاحي وأحد أفراد الأسرة الحاكمة في الشارقة، فقد انتصر باستمرار لتنوع المجتمع الإماراتي، مركزا على مساهمات غير العرب من سكان الدولة في النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته. كما طرح مبادرة جريئة تطالب بمنح المقيمين لفترات طويلة الجنسية الإماراتية.
كما أطلق فنانون برامج ومبادرات في هذا الاتجاه، منهم حيدر محمد الذي أطلق برنامج "كارتون شعبيات" في عام 2006 وما زالت تبثه قناة سما دبي التلفزيونية، وهو برنامج يشيد بالتنوع الحضاري في دبي. وشخصية البرنامج الرئيسية، شامبي، هو إماراتي من أصول إيرانية. وفي واحدة من حلقات البرنامج، يحاول وباسلوب فكاهي إثبات أصله العربي بتغيير اسمه وترديد قصائد بدوية.
ولكن تناول شعبيات للمحظورات الإماراتية لم تنج من النقد. ففي عام 2011، أثارت حلقة توترات أثنية في وسائط التواصل الاجتماعي الإماراتية تضمنت هجمات شخصية على حيدر محمد وتناول بعضهم ما وصفوه "أصوله الإيرانية الفاسدة".
ملاحظة: ساهم في كتابة هذه المادة كل من د. أمين مقدم من جامعة برينستون، ود. لورنس بوتر من جامعة كولومبيا، ود. ويليم فلور

Nessun commento:

Posta un commento